مجتمعً شخأبيطُ ♔
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
تسنيم شاهين
مًشرفھٓۃ بمجتمعنآأ ❖
مًشرفھٓۃ بمجتمعنآأ ❖
تسنيم شاهين


╝ مساهمــآتي :: : 53

	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Empty
مُساهمةموضوع: رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي    	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Emptyالجمعة نوفمبر 01, 2013 8:17 pm

+
----
-
المــذبح ..


انعطفت زوجة القس عند زاوية بيتها وهي تحمل ملء ذراعيها من أزهار الأقحوان. وكان الكثير من تراب الحديقة الخصب يلتصق بحذائها القوي الغليظ كما كانت بعض ذرات التراب ملتصقة بأنفها ولكنها لم تكن تدرك ذلك.


وجدت شيئا من الصعوبة في فتح بوابة بيت القس التي أوشكت مفاصلها الصدئة أن تنخلع وهبت نسمة من الريح على قبعتها البالية مما جعلها في وضع أكثر ميلا مما كانت عليه من قبل. قالت بنتش: "تبا!", ثم شقت طريقها من خلال الباب وهي تحمل أزهار الأقحوان واتجهت الى فناء الكنيسة ثم الى بابها.


وقد صارت السيدة هارمون (التي سماها والداها المتفائلان ديانا) تدعى بنتش في سن مبكرة وذلك اشارة الى لحدبتها كما تعني الكلمة وقد اقترن هذا الاسم بها منذ ذلك الحين.


كان هواء تشرين الثاني (نوفمبر) لطيفا ورطبا وكانت السحب تندفع في السماء مظهرة بقعا من زرقة السماء هنا وهناك أما في الداخل فقد كانت الكنيسة مظلمة وباردة.


قالت بنتش على نحو معبر: برررر! من الأفضل أن أنتهي من هذا بسرعة؛ فلا أريد أن أموت بردا.


وبسرعة اكتسبتها من طول المران جمعت مستلزمات عملها المختلفة من مزهريات وماء وحاملات أزهار وفكرت في نفسها قائلة: "ليت عندنا أزهار الليلك! لقد سئمت أزهار الأقحوان النحيلة هذه". ثم رتبت أصابعها الرشيقة الأزهار في الحاملات.


لم يكن في تنسيق الأزهار أي فن أو ابداع خاص ذلك أن بنتش هارمون نفسها لم تكن فنانة ولا مبدعة ولكنه كان تنسيقا بسيطا ومفرحا. وبعد ذلك مشت في الممر وهي تحمل المزهريات بحذر وشقت طريقها نحو المذبح. وفي هذه الأثناء أشرقت الشمس.


دخلت أشعة الشمس من خلال النافذة الشرقية ذات الزجاج الملون باللونين الأزرق والأحمر (وهو هبة أحد الأثرياء الفكتوريين ممن كانوا يترددون على الكنيسة). وقد كاد أثر ذلك الاشراق يكون مذهلا في غناه ودفقه المفاجئ, وقالت بنتش تخاطب نفسها: "انها تتلألأ كالجواهر...". وفجأة توقفت وهي تحدق أمامها, فعلى درجات الفسحة أمام المذبح جثم جسم معتم.


وضعت بنتش الأزهار على الأرض بحذر وصعدت نحوه وانكبت عليه. كان رجلا متكورا على نفسه وجثت بنتش على ركبتها بجانبه وقلبته ببطء وحذر ثم فحصت نبضه بأصابعها. كان النبض ضعيفا مرتجفا بحيث يتحدث عن نفسه حاله في ذلك حال وجهه الشاحب الذي يوشك أن يكون مخضرا. ورأت بنتش أن الرجل يحتضر دون شك.


كان رجلا في الخامسة والأربعين من عمره تقريبا ويلبس بدله قاتمة بالية. وضعت يده المرتخية التي كانت قد رفعتها ونظرت الى يده الأخرى وبدأ وكأن تلك اليد كانت مشدودة على شكل قبضة فوق صدره. وعندما نظرت اليها عن كثب رأت أن الأصابع كانت مغلقة على حشوه كبيرة أو منديل كان يمسك به بقوة الى صدره. وحول قبضته تلك كانت بقع من سائل بني جاف خمنت بنتش أنه دم جاف.


جلست بنتش على عقبيها وهي عابسة. حتى تلك اللحظة كانت عينا الرجلين مغمضتين ولكنهما فتحتا فجأة وركزتا على وجه بتنش. ولم تكونا منبهرتين ولا تائهتين بل بدتا مليئتين بالحيوية والذكاء. وتحركت شفتاه فمالت بنتش عليه لتسمع الكلمات التي يقولها... أو بالأحرى الكلمة؛ اذ لم يقل الا كلمة واحدة
"المذبح".


خيل اليها أنها لمحت ابتسامة باهتة جدا على شفتيه وهو يتنفس بتلك الكلمة. لم يكن فيها مجال لأي خطأ فقد كررها ثانية بعد لحظة: "المذبح..."!


ثم أغلق عينيه ثانية وهو يسحب نفسا طويلا خافتا ومرت أخرى تحسست بنتش نبضه وكان نبضا متصلا ولكنه بات الآن أضعف وأكثر تقطعا.


نهضت بشئ من التصميم وقالت: لا تتحرك أو تحاول أن تتحرك... سأخرج لطلب النجدة.


فتحت عينا الرجل مرة أخرى ولكنه بدا الآن وكأنه يركز انتباهه على الضوء الملون القادم من خلال النافذة الشرقية. ثم تمتم بشئ لم تفهمه بنتش تماما, وظنت -مرعوبة- أنه ربما تلفظ باسم زوجها.


قالت: جوليان؟ هل جئت الى هنا لتبحث عن جوليان؟


ولكنها لم تسمع اجابة. كان الرجل مستلقيا وعيناه مغمضتين وأنفاسه بطيئة قصيرة. واستدارت بنتش وغادرت الكنيسة بسرعة ونظرت الى ساعتها وأومأت برأسها بشئ من الرضا؛ فالدكتور غريفيث ما زال في عيادته التي لا تبعد عن الكنيسة أكثر من دقيقتين مشيا على الأقدام.


دخلت العيادة دون أن تقرع الباب أو الجرس وعبرت غرفة الانتظار ثم دخلت غرفة الطبيب وقالت: يجب أن تأتي على الفور؛ في الكنيسة رجل يحتضر.


بعد بضع دقائق كان الدكتور غريفيث ينهض بعد أن فحص الرجل بسرعة ثم قال: هل يمكننا أن ننقله من هنا الى بيت القس؟ هناك أستطيع العناية به بشكل أفضل... دون أن يعني ذلك فائدة كبيرة له.


- بالطبع؛ سأذهب أمامك وأجهز الأمور. ما رأيك في أن أستدعي هاربر وجونز لمساعدتك في حمله؟


- أشكرك. يمكنني الاتصال هاتفيا لطلب سيارة اسعاف ولكنني أخشى أن لا تصل السيارة الا...


ثم ترك العبارة دون أن ينهيها فسألته: أهو نزيف داخلي؟


أومأ الدكتور غريفيث برأسه بالايجاب وقال: كيف وصل الى هنا يا ترى؟


قالت بنتش وهي تفكر: لا بد أنه كان هنا طوال الليل. ان هاربر يفتح الكنيسة في الصباح عندما يذهب الى العمل ولكنه لا يدخلها في العادة.


بعد ذلك بخمس دقائق تقريبا كان الدكتور غريفيث يضع سماعة الهاتف ويعود الى غرفة الجلوس حيث كان الرجل المصاب ممدا على بطانيات وضعت على عجل وكانت بنتش تنقل بعض الماء وتنظف ما خلفه فحص الطبيب.


قال الطبيب: "حسنا, هذا كل شئ. لقد أرسلت في طلب سيارة اسعاف وأبلغت الشرطة". ثم وقف عابسا ينظر الى المريض الذي استلقى وقد أغلق عينيه وكانت يده اليسرى تنتفض وتتشنج على جانبه في حركة عصبية.


قال غريفيث: لقد أطلق عليه الرصاص... أطلق الرصاص عليه من مكان قريب تماما. وقد كور منديله على شكل كرة وأغلق به الجرح حتى يوقف النزيف.


- أكان بوسعه أن يسير مسافة طويلة بعد حدوث ذلك؟


- آه, نعم, هذا ممكن تماما. أصيب رجل -ذات مرة- اصابة قاتلة وتحامل على نفسه وسار في الشارع وكأن شيئا لم يحدث ثم انهار فجأة بعد خمس دقائق أو عشر. ولذلك فان الرصاص لم يطلق عليه داخل الكنيسة بالضرورة. نعم, ربما أطلق عليه الرصاص في مكان بعيد الى حد ما وربما كان قد أطلق الرصاص على نفسه ثم أسقط المسدس وسار متعثرا نحو الكنيسة... لا أعرف تماما لماذا قصد الكنيسة ولم يقصد بيت القس الملحق بها.


- آه, أنا أعرف ذلك؛ فقد قال: "المذبح".


يُتبع ..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://tasneem.freedomsyria.net/
ńaτяσú
الموسسھٓۃ ♔
الموسسھٓۃ ♔
ńaτяσú


╝ مساهمــآتي :: : 79

	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي    	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Emptyالجمعة نوفمبر 01, 2013 8:25 pm

حلوة الروايهه
انتظر التكملههًَ $
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shakbet.7olm.org
شين هى
مَشرفُـھٓۃ عُـآمھٓۃ ♪
مَشرفُـھٓۃ عُـآمھٓۃ ♪
شين هى


╝ مساهمــآتي :: : 113

	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي    	 رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي   Emptyالجمعة نوفمبر 01, 2013 8:47 pm

هلاا يا قمر الروايه حلوه كتيييييييير انتظرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية المَذبح ، الكاتبة / أجاثا كريستي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجتمعً شخأبيطُ ♔ :: » متنفسً آلـآبدآعُ . ♦ :: ╝ اأِلِقّصّصّ ◊-
انتقل الى: